ليالى القمر مشرفة قسم الاهدائات واللغة العربية
عدد الرسائل : 7179 العمر : 36 التخصص : لغة عربية مزاجي : نقاط : 7878 تاريخ التسجيل : 25/01/2009
| موضوع: تطور فنون الشعر في العصر العباسي الأحد نوفمبر 29, 2009 4:52 pm | |
| تطور فنون الشعر في العصر العباسي التطور الذي طرأ على أغرض الشعر العباسي أولاً / المديح كان الشاعر الجاهلي يرسم في ممدوحه المثالية الخلقية الرفيعة التي تفقدها الجماعة فكانوا يصفون على ممدوحيهم صفات الكرم والشجاعة والحلم والعفة ونجدة الجار إلى غير ذلك من صفات . أضاف الشعراء العباسيون إلى ذلك مثالية جديدة تعرف بمثالية الحكم حيث مدحوا الحاكم بما ينبغي أن يوجد فيه أو يتصف فيه من صفات ليكون حاكماً مثالياً للأمة الإسلامية ولم يصفوه بما يتصف من صفات واقعية فمدح الحكام بالعمل بالشريعة الإسلامية والعمل على نشر الإسلام وحمايته كما مدحوا بتقوى الله والعمل على نشر العدالة والأمن بين مواطني الدولة الإسلامية . لم يكتفي الشعراء العباسيون بذلك بل كانوا يصورون الأحداث السياسية والعسكرية التي وقعت في عصور الخلفاء وبخاصة الفتن والثورات الداخلية وحروب الخلفاء ضد أعداء الأمة وحروبهم ضد الروم والترك . بذلك فقد أصبحت وثائق المديح وثائق تاريخية (سياسية عسكرية ) هامة تشتمل على أحداث الفتوحات والفتن والمعارك المهمة في تاريخ الأمة . فقد أبدع الشعراء العباسيون في هذه القصائد في رسم صورة البطل القائد إبداعاً يلهب الحماس في نفوس المقاتلين مما يدفعهم إلى التفاني في لقاء الأعداء . كما أضاف الشعراء العباسيون عنصر جديداً في المدح تمثل في مدح المدن المحببة إلى الشاعر كمدح بغداد أو البصرة أو الكوفة .... كما جدد الشعراء العباسيون في مطلع قصيدة المديح ومقدماتها , بل لقد ترك بعضهم تلك المطالع كما نجد في قصائد الحماسة . هذا وقد ازدحمت قصيدة المديح في العصر العباسي بالكثير من الحكم والأمثال التي بثها الشعراء في ثنايا قصائدها . المتنبي يمدح سيف الدولة الحمداني وَاحَــرَّ قَلبــاهُ مِمَّــن قَلْبُـهُ شَـبِمُ ومَــن بِجِسـمي وَحـالي عِنْـدَهُ سَـقَمُ ما لي أُكَتِّـمُ حُبّـاً قد بَـرَى جَسَـدي وتَدَّعِـي حُـبَّ سَيـفِ الدَولـةِ الأُمَـمُ إِنْ كـانَ يَـجمَـعـُنـا حُبٌّ لِغُـرَّتـِهِ فَلَـيتَ أَنَّـا بِقَـدْرِ الحُـبِّ نَقـتَسِـمُ قـد زُرتُـه وسُيـُوفُ الهـِنـدِ مُغمَدةٌ وقـد نَظَـرتُ إليـهِ والسُـيُـوفُ دَمُ وَ كـانَ أَحـسَـنَ خـَلـقِ الله كُلِّهـِـمِ وكانَ أَحْسَنَ مـا في الأَحسَـنِ الشِيَـمُ فـَوتُ العَـدُوِّ الِّـذي يَمَّمْتـَهُ ظَفَـرٌ في طَـيِّـهِ أَسَــفٌ في طَـيِّــهِ نِـعَــمُ قد نابَ عنكَ شَدِيدُ الخَوفِ واصطَنَعـَتْ لَكَ المَهابةُ مـا لا تَصْنـعُ البُـهَـمُ أَلزَمْتَ نَفْسَكَ شَيْئاً لَيـسَ يَلْزَمـُهـا أَنْ لا يُـوارِيَـهُـم أرضٌ ولا عَـلَــمُ أَكـلما رُمتَ جَيشاً فانثَنـَى هَرَبـاً تَـصَـرَّفَـتْ بِـكَ في آثـارِهِ الـهِمَـمُ عـلَـيـكَ هَـزمـُهـُمُ في كُـلِّ مُعْتَـرَكٍ وما عَلَيكَ بِهِمْ عـارٌ إِذا انهَزَمـوا أَمـا تَرَى ظَفـَراً حُلواً سـِوَى ظَفـَرٍ تَصافَحَت ْفيهِ بيـضُ الهِـنْدِ والِلمَـمُ يـا أَعـدَلَ النـاسِ إِلاَّ في مُعامَلَـتي فيكَ الخِصـامُ وأَنـتَ الخَصْـمُ والحَكَـمُ أُعِيـذُهـا نَظَــراتٍ مِنْـكَ صادِقـَـةً أَنْ تَحْسَبَ الشَحمَ فيمَـن شَحْمُـهُ وَرَمُ وما انتِفاعُ أَخي الدُنيا بِناظـرِهِ إِذا استَوَتْ عِنـدَهُ الأَنوارُ والظُلَمُ سَيَعْلَـمُ الجَمْـعُ مِمَّـن ضَـمَّ مَجْلِسُنـا بِأنَّني خَيْرُ مَـن تَسْـعَـى بـِـهِ قـدَمُ أَنـا الَّذي نَظَرَ الأَعمَـى إلى أَدَبـي وأَسمَـعَـتْ كَلِماتـي مَـن بـِـهِ صَمَـمُ أَنـامُ مِـلءَ جُفُـوفي عـن شَوارِدِهـا ويَسْـهَـرُ الخَلْـقُ جَرَّاهـا ويَختَـصِـمُ وَجَـاهِـلٍ مَــدَّهُ في جَهـلِـهِ ضـَحِكـِي حَـتَّـى أَتَـتْـهُ يَـدٌ فَـرَّاسـةٌ وفَـمُ إِذا رَأيـتَ نُيُـوبَ اللّيـثِ بـارِزَةً فَـلا تَظُـنَّـنَ أَنَّ اللَيـثَ يَبْـتَـسِـمُ ومُهجةٍ مُهجتـي مِن هَــمِّ صـاحِبِهـا أَدرَكْـتُهـا بـِجَـوادٍ ظَـهْـرُهُ حَـرَمُ رِجلاهُ في الـرَكضِ رِجْلٌ واليَـدانِ يَدٌ وفِعْلُهُ مـا تُريـدُ الكَـفُّ والقَـدَمُ ومُرهَفٍ سِـرتُ بَينَ الجَـحْـفَـلَيـنِ بـِهِ حتَّى ضَرَبْتُ ومَـوجُ المَـوتِ يَلْـتَـطِـمُ الخَيْلُ واللّيلُ والبَيداءُ تَعرِفُـنـي والسَيفُ والرُمْحُ والقِرطاسُ والقَلَمُ صَحِبتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ مُـنْفـَرِداً حتَّـى تَعَـجَّـبَ منَّي القُـورُ والأَكَـمُ يـا مَن يَعِزُّ عَلَينـا أن نُفارِقَهـم وَجداننـا كُـلَّ شَيءٍ بَعـدَكـُمْ عَـدَمُ مـا كانَ أَخلَقَنـا مِنكُم بِتَكـرِمـة لَـو أَن أَمرَكـُمُ مـِن أَمـرِنا أَمـَمُ إِن كـانَ سَرَّكـُـمُ ما قـالَ حاسِدُنا فَـمـا لِجُـرْحٍ إِذا أَرضـاكُـمُ أَلـَمُ وبَينَنـا لَو رَعَيْتُـمْ ذاكَ مَعـرِفـةٌ إِنَّ المَعـارِفَ في أَهلِ النُهـَى ذِمـَـمُ كَم تَطلُبُـونَ لَنـا عَيبـاً فيُعجِزُكم ويَكـرَهُ الله مـا تـأْتُـونَ والكَـرَمُ ما أَبعَدَ العَيْبَ والنُقصانَ من شَرَفي أَنا الثُرَيَّا وَذانِ الشَيبُ والـهَرَمُ لَيتَ الغَمـامَ الذي عِندِي صَواعِقُـهُ يُـزِيلُـهُـنَّ إلى مَـن عِنـدَه الدِيـَمُ أَرَى النَـوَى يَقْتَضِيني كُــلَّ مَرْحَلـةٍ لا تَستَقِلُّ بـِها الوَخَـّادةُ الرُسـُـمُ لَئِـن تَرَكْـنَ ضُمَيـراً عن مَيامِنِنـا لَيـَحْـدُثَـنَّ لِمـَنْ ودَّعْتـُهُـمْ نَــدَمُ إذا تَرَحَّلْتَ عن قَـومٍ وقد قَــدَروا أَن لا تُفـارِقَهم فالـراحِـلُونَ هُـمُ شَـرُّ البـِلادِ مَكـانٌ لا صـَديـقَ بـهِ وشَرُّ ما يَكْسِـبُ الإِنسـانُ مـا يَصِـمُ وشَــرُّ ما قَنَصَتْــهُ راحَـتـي قَنـَصٌ شُهْبُ البُـزاةِ سَواءٌ فيـهِ والرَخَـمُ بأَيَّ لَفْـظٍ تَقُـولُ الشِعْـرَ زِعْنِـفـةٌ تـجـُوزْ عِنـدَكَ لا عـُرْبٌ وِلا عـَجـَـمُ هـذا عِـتابــكَ إِلاَّ أَنـَّـهُ مـِقـَـةٌ قـد ضُمـِّـنَ الـدُرَّ إِلاَّ أَنَّـهُ كَـلِـمُ
ثانياً / الهجاء شاع لونان من ألوان الهجاء في العصر العباسي هما : - الهجاء الشخصي - الهجاء السياسي وفي كليهما نجد الشاعر يركز على رسم المساوي الفردية والاجتماعية التي يجب على المجتمع التخلص منها فقد تحولت قصيدة الهجاء في العصر العباسي إلى لوحات كاركاتورية تشيع فيها السخرية الشديدة وروح الفكاهة المضحكة إذ تميل إلى إظهار العيوب كما يركز عليه رساموا فن الكاركتير . ومن هذا اللون من الهجاء قول ابن الرومي يقتر عيسى على نفسه وليس بباق ولا خالد فلو يستطيع لتقتيره تنفس من منخر واحد دعبل الخزاعي الذي لم يتورع عن هجاء الرشيد والمأمون والمعتصم والواثق وقد قرن الخليفتين الأخيرين معاً في قوله: خليفة مــات لــم يحزن له أحــد وآخر قام لم يفرح به أحـــد
ثالثاً / الوصف كان شعراء الجاهلية وشعراء صدر الاسلام قد وصفوا مظاهر الطبيعة . فإذا شعراء العصر العباسي يضيفون على ذلك وصف لمظاهر الحضارة كوصف القصور والحدائق والأزهار , كما وصف بعضهم كل مستجدات الحضارة الحديثة كالورق والاقلام والكتب والخطوط بل تعدى بعضهم إلى وصف الاطعمة والأشربة الجديدة . من قصيدة البحترى ( في وصف إيوان كسرى) لو تراهُ عَلِمْتَ أنّ اللّيالي جَعَلَتْ فيهِ مأتماً بعدَ عُرْسِ فإذا ما رأيتَ صورةَ أنطاكِيّةَ ارتَعْتَ بينَ رومٍ وفُرْسِ والمنايا مواثِلٌ وأنوشِرْ وانَ يُزجي الصّفوفَ تحت الدِّرَفْسِ في اخْضِرَارٍ مِنْ اللّبَاسِ عَلَى أَصـ ْفَرِ يَختَالُ فِي صَبغَةِ وَرسِ وعراكُ الرِّجالِ بينَ يَدَيْهِ في خُفوتٍ مِنْهُم وإغماضِ جَرسِ تَصِفُ العينُ أَنَّهم جِدُّ أحياءِ لَهُم بَيْنَهُمُ إشارةُ خُرْسِ يَغْتلي فيهمُ ارتيابيَ حتّى تَتَقَرَّاهُمُ يَدايَ بِلَمْسِ
رابعاً / الغزل تطور الغزل في العصر العباسي تطوراً ملحوظاً ولعل ذلك يعود إلى مجموعة من العوامل : - التطور الذي طرا على الحياة الاجتماعية وما رافقها من اختلاط الاجناس والعناصر المختلفة . - كثرة الجواري والقيان في المجتمع العباسي . - ازدهار فن الغناء وانتشاره في المجتمع العباسي . فقد أدت هذه العوامل جميعاً إلى شيوع ظاهرتي في الغزل العباسي : - الغزل بالمذكر (الغزل بالغلمان) - الغزل الإباحي : فلم يقتصر الشعراء العباسيون على ما كان يعرف بالغزل الصريح عند شعراء العصور السابقة بل تعدى ذلك بعضهم إلى المجاهرة بالاثم والفسوق . مظاهر التطور الذي طرأ على الشعر في العصر العباسي - أفرد الشعراء العباسيون بكل شيمة من الشيم العربية الرفيعة التي وصف بها الشعراء ممدوحيهم أفردوا لها قصيدة خاصة أو مقطوعات خاصة , فنجد قصيدة في الكرم وأخرى في العفة وثالثة في الحياء .......... ولعل ذلك يعود إلى التطور الذي طرأ على العقلية العربية والفكر العربي . - ترك الشعراء الوقوف على أبطال نجد في البادية إلى الوقوف على أبطال القصور في الحاضرة بل إن بعضهم قد ترك ذلك إلى وصف الطبيعة في الحاضر بساتيناها وقصورها ورياحينها . ونجد بعضهم افتتح قصائده ببث الهموم والآلام والشكوى . - تصوير حياة البؤس والشقاوة والفقر في العصر العباسي . - فصَّلَ الشعراء في وصف ملاهي علية القوم كوصف سباق الخيل والصيد , كما فصل بعضهم في وصف ملاهي عامة الناس ولا سيما ما كان يعرف بسباق مناقرة الديك وغيرها . - شيوع لون جديد من ألوان الشعر في العصر العباسي ( الشعر التعليمي ) وهو نظم المعارف والعلوم في منظومات أو أراجيز ليسهل حفظها . وقد أُنشأ هذا اللون ) أبان ابن حميد اللاحقي ) فقد نظم كتاب كليلة ودمنة في ستة عشر ألف بيت من الشعر , كما نظم بعض المنظومات في الفقه ولا سيما بعض الأحكام المتعلقة بالصوم والزكاة , وقد انتشر هذا اللون من الشعر بعده انتشارا واسعاً . مظاهر التجديد في منهج القصيدة - رفض الشعراء المولدون طريقة القدماء في الوقوف على الأطلال , ودعوا إلى ترك هذه المقدمات وبدأ القصيدة بموضوعات أخرى تتناسب مع مستجدات الحضارة الجميلة . - حاول بعض هؤلاء الشعراء الخروج على عمود الشعر فقد رقت الألفاظ وسهلت التراكيب . - أكثر القصائد تدور حول موضوع واحد كالغزل والوصف .....أي أن الشعراء قد تحرروا من المقدمات التقليدية لقصائدهم تلك المقدمات التي كانت تؤدي إلى تعدد الموضوعات في القصيدة الواحدة . - تأثر الشعراء العباسيون بالثقافات الجديدة كالفلسفة والمنطق وعلم الكلام وكثرة الحكم المنقولة من التراث الفارسي واليوناني . التجديد في الأوزان والقوافي - شاعت عند الشعراء في هذا العصر الأوزان الخفيفة والمجزوءة وذلك بسبب طبيعة الحياة الاجتماعية وملائمة الشعر للغناء . - أكثر الشعر من النظم على أوزان الخليل المهملة , وقد تعدى بعضهم الأوزان العروضية المعروفة كأبي العتاهية الذي كان يقول أنا أكبر من أوزان الخليل . - وفي مجال القوافي فقد ظهرت المزدوجات وهو اتحاد القافية في شطرتي البيت الواحد . كما شاع ما يعرف بالرباعيات وهي فقرات شعرية مكونة من أربعة أحرف تتفق أولاها وثانيتها ورابعتها في القافية بينما تختلف في الثالثة . كما ظهور ما يعرف بالمسمقات وهي فقرات شعرية مكونة من أربعة أشطر تتفق قافيتها في الأشطر الثلاثة الأولى وتختلف في الرابعة . يقال أنّّ الموشحات استحدثت من هذا .
| |
|