موضعها :
أ ـ بين الجمل المتصلة المعنى :
مثل : أوحد العراق في البلاغة ، ومن به تثنى الخناصر في الكتابة، وتتفق الشهادات له ببلوغ الغاية ، من البراعة والصناعة {1} .
ب ـ بين المفردات المعطوفة إذا قصرت عباراتها ، وأفادت تقسيما أو تنويعا .
1 ــ من كتاب يتيمة الدهر للثعالبي ( بتصرف ) .
مثل : ينقسم الكلام إلى أقسام ثلاثة : اسم ، وفعل ، وحرف .
وكقوله تعالى : { حرمت عليكم أمهاتكم ، وبناتكم ، وأخواتكم } 23 النساء .
ج ـ بين الجمل المعطوفة القصيرة ، ولو كان كل منها لغرض خاص .
مثل : المعروف قروض ، والأيام دول .
الشمس طالعة ،والنسيم عليل ، والطيور مغردة ، والأزهار ضاحكة.
الجو شديد الحرارة ، والرياح سموم ، والرؤية منعدمة .
د ـ بين جملة الشرط وجوابها ، أو القسم وجوابه .
مثل : إذا حضر الماء ، بطل التيمم .
لئن أنكر المرء من غيره ما لا ينكر من نفسه ، لهو أحمق .
هـ ـ بين جملتين مرتبطتين في اللفظ والمعنى ، كأن تكون الثانية صفة ، أو حالاً ، أو ظرفًا للأولى ، وكان في الأولى بعض الطول .
مثل : رأيت شابا ممسكا بيد رجل ، يخيل لي أنه عاجز .
التقيت بصديقي محمد ، وهو يبتسم .
ذهبت إلى مكة لأداء العمرة ، يوم الجمعة الماضية .
الفاصلة المنقوطة : وعلامتها " ؛ " : تكون في الوقف الكافي ، وهو الوقف الذي يكون بسكوت المتكلم ، أو القارئ سكوتا يجوز معه التنفس .
موضعها :
ا ـ بين جملتين إحداهما سبب في حدوث الأخرى .
مثل : خير الكلام ما قل ودل ؛ ولم يَطُل فيُمل .
ومنه قول على بن أبى طالب : " أما الإمرة البرّة فيعمل فيها التقي ؛ وأما الإمرة الفاجرة فيتمتع فيها الشقي إلى أن تنقطع مدته " .
ب ـ قبل المفردات المعطوفة التي بينها مقارنة ، أو مشابهة ، أو تقسيم ، أو ترتيب ، أو تفصيل .
مثل : اغنم خمسًا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ؛ وصحتك قبل سقمك ؛ وفراغك قبل شغلك ؛ وغناك قبل فقرك ؛ وحياتك قبل موتك.
ج ـ قبل الجملة الموضحة لما قبلها .
كقوله تعالى : { ولكن أكثر الناس لا يعلمون ؛ يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا } 6، 7 الروم .
النقطة : وعلامتها ( . ) : تكون في الوقف التام ، وهو سكوت المتكلم ، أو القارئ سكوتًا تامًا ، مع استراحة للتنفس .
موضعها :
توضع في نهاية الكلام ، للدلالة على تمام المعنى ، واستقلال ما بعدها عما قبلها معنى وإعرابًا .
كقول عليّ بن أبي طالب في الزكاة : " فمن أعطاها طيب النفس بها ، فإنها تجعل له كفارة ومن النار حاجزًا ووقاية ، فلا يتبعها أحد نفسه ، ولا يكثرن عليها لهفه " .
علامة التعجب : ورمزها ( ! ) :
موضعها :
توضع في آخر الكلام الذي يدل على معنى التأثر والدهشة ، والاستغراب والإغراء ، والتحذير والتأسف والدعاء .
مثل : لله أنتم ! أما دين يجمعكم ! ولا حمية تشحذكم ! .
ومنه قول الشاعر :
هي الدنيا تقول بملء فيها حذار حذار من بطشي وفتكي !
ومثل : " هيهات أن يأت الزمان بمثله ! "
النقطتان : رمزها " : "
موضعها :
توضع بعد القول ، أو الكلام المنقول ، أو المقسم أو المجمل بعد تفصيل ، أو المفصل بعد إجمال .
كقوله تعالى : { قال : إني عبد الله } 30 مريم .
ومثل : رُوي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر " رواه مسلم .
ومثل : الدنيا يومان : يوم لك ويوم عليك .
ومثل : العقل ، والصحة ، والمال ، والبنون : تلك هي النعم التي لا يُحصى شكرها.
علامة الاستفهام : ورمزها " ؟ " تكون للدلالة على الجمل الاستفهامية .
موضعها :
توضع في نهاية الجملة ، سواء أكانت مبدوءة بحرف استفهام أم لا.
كقوله تعالى : { قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ؟ } 103 الكهف.
وقوله تعالى : { أئنك لأنت يوسف ؟ } 90 يوسف .
علامتا التنصيص : ورمزهما " " :
تعرف علامتا التنصيص بالتضبيب أيضا ، وهما ضبتان يوضع بينهما ما ينقل بنصه من الكلام .
مثل : أوصى عمر بن الخطاب رضى الله عنه لأبى موسى الأشعري بوصية جاء فيها " البينة على من ادعى واليمين على من أنكر " .
نقط الحذف : رمزها ( ... ) :
موضعها :
توضع هذه النقط الثلاث للدلالة على أن في موضعها كلامًا محذوفًا.
وذلك كأن يستشهد كاتب بعبارة ما ، وأراد أن يحذف منها بعض الكلمات، أو الجمل التي لا حاجة له بها .
مثل : لو اقتصر الناس على كتب القدماء لضاع علم كثير ، ولذهب أدب غزير ، ولضلت أفهام ثاقبة ...
ولمجت الأسماع كل مردد مكرر .
الشرطة : ورمزها ـ :
موضعها :
توضع للفصل بين كلام المتخاطبين في حالة المحاورة ، وتوضع بعد العدد في أول السطر .
مثل : طلب بعض الملوك كاتبًا لخدمته . فقال للملك : أصحبك على ثلاث خصال .
ـ ما هي ؟
ـ لا تهتك لي سترًا ، ولا تشتم لي عرضًا ، ولا تقبل فيَّ قول قائل .
ـ هذه لك عندي . فما لي عندك ؟
ـ لا أفشي لك سرًا ، ولا أؤخر عنك نصيحة ، لا أؤثر عليك أحدًا .
ـ نعم الصاحب المستصحب ، أنت ! .
الشرطتان : ورمزهما ـ ـ :
توضع بينهما الجمل الاعتراضية ، فيتصل ما قبل الشرطة الأولى بما بعد الشرطة الثانية في المعنى .
كقول الإمام عليّ ـ رضي الله عنه ـ : " فيا عجبًا : عجبًا ـ والله ـ يميت القلب " .
وكقول أبي إسحاق الصابي : " قد جرت العادة ـ أطال الله بقاء الأمير ـ بالتمهيد للحاجة قبل موردها وإسلاف
الظنون الداعية إلى نجاحها " .
القوسان : ورمزهما ( ) :
توضع بينهما كل كلمة تفسيرية ، أو كل جملة معترضة لا ترتبط مع غيرها في سياق المعنى ، أو كل عبارة يراد لفت النظر إليها .
مثل : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ".
ومثل : جُدَّة ( بضم الجيم وكسرها ) مدينة على ساحل البحر الأحمر .
ومثل : بين جور وشيراز ( وهي قصبة فارس ) عشرون فرسخًا .