دموع الورد

موضوع: دموع الورد الخميس سبتمبر 10, 2009 6:23 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

دموع الورد

عاد أنيس مع غياب الشمس إلى شقته المتواضعة في الطابق العلوي, ورمى بكل ثقله على الأريكة دون أن يعطي أي اكتراث لزوجته التي تجلس بجانبه تشاهد التلفاز , سألته : لماذا تأخرت؟ ولكن لم يرد وتجاهلها وكأنها غير موجودة , وأعادت سؤالها ولكنه

تجاهلها أيضاً كأنه لم يسمعها، مما أثار غضبها ، ففضلت السكوت‘وبعد لحظات من الصمت تكلم ولكن ليطلب كأساً من الماء ، وما أن ذهبت حتى أخذ جهاز التحكم ( الريموت) وبدأ يُقلب بالقنوات، جاءت وأعطته كاس الماء بعصبيه حتى أنه كاد أن ينسكب على ملابسه، فنظر إليها ولم يعلق بأي شيء ،أخذت (الريموت) وقلبت على قناة (m b c) وكان موضوع البرنامج عن حرية المرأة .

قالت المذيعة : إننا اليوم نستضيف السيدة روان عبد المعطي رئيسة جمعية حقوق المرأة، وهي إلى جانب ذلك كاتبة لها العديد من القصص والروايات ،التي تتحدث فيها بكل موضوعية عن الاضطهاد الذي تتعرض له المرأة في مجتمعنا ، أهلاً وسهلاً بك سيدة روان .

السيدة روان : أهلاً وسهلاً بكم وأنا سعيدة جداً بلقائي بكم .

المذيعة : سيدة روان إن المرأة في مجتمعنا العربي تعاني من الاضطهاد وسلب حريتها وحقوقها ، ولكن لو ألقينا نظرة إلي المجتمعات المتحضرة لوجدنا عكس ذلك ، فما هو السبب برأيك .

السيدة روان : في البداية يجب أن يعلم الجميع أن الرجل ينظر إلي المرأة على أنها سلعة ...و

فقام أنيس وأغلق التلفاز بعنف وقال ساخراً ، حقوق المرأة ، أي حقوق ! دعك من تلك الأمور التافهة، وأذهبي واحضري لي فنجاناً من القهوة .

تركها ودخل غرفته وسحب كرسياً، واخرج روايته من الدرج ليكمل كتابتها، ولكن لم يجد القلم الذي أعتاد على الكتابة به ، وفتح كل الأدراج، وبحث أسفل المكتب والكرسي الذي يجلس عليه ،ولكنه لم يجده، فاستشاط غضباً،ونادي على زوجته بأعلى صوته :ريم تعالي إلي هنا بسرعة .

فردت عليه :لم انته من إعداد القهوة بعد .

ولكنه عاود صياحه :اتركي القهوة وتعالي إلى هنا فورا .

فجاءت مسرعة .

فقال:لو أني ناديت على حيوان لجاء من أول مرة، ولكنك أقل مرتبة من الحيوانات فنظرت له بدهشة واستغراب ولم تتكلم .

سألها:أين القلم الذي كان على المكتب .

قالت :لا أعرف , أنت تمنعني من دخول غرفة مكتبك .

وتقدم نحوها وامسك ذراعها وغرس أظافره بكل عنف :تنكري انك دخلت إلى الغرفة لتنظيفها .

قالت وهي تكاد تنفجر :نعم نظفتها ولكني لم المس المكتب صدقني ثم ..ألا يوجد غير هذا القلم ؟

قاطعها : كفي عن الكذب يا امرأة أين القلم؟ وإلا...

قاطعته وقد نفذ صبرها : وإلا ماذا ! هيا أكمل ... وإلا ماذا !لقد نفذ صبري، فمنذ اليوم الأول لزواجنا وانأ صابرة ومحتملة كل تصرفاتك و اهاناتك لكرامتي....كفى إني لم اعد احتمل فانا لست خادمة عندك .

فقاطعها : اخرسي لا ترفعي صوتك، ما أنت إلا امرأة تافهة فاشلة، بل حشرة تداس بالأقدام .

فصرخت في وجهه:أنا لست تافهة لا فاشلة و...... فصفعها على وجهها بكل قوته وقال:متى أصبح لك لسان؟!

فقالت وهي تبكي من الم الصفعة : على العموم أبي الذي غصبني على الزواج منك قد مات .

وأسرعت إلى غرفتها، وأغلقت الباب بعنف، وبعد لحظات عادت وهي تحمل حقيبة ملابسها .

فقال لها وهو ينظر إلى الحقيبة:إلي أين أنت ذاهبة بهذه الحقيبة؟

قالت وهي متجهة إلى باب الشقة:إذا أردت أن تراني لأخر مرة، فما عليك سوى القدوم إلى المحكمة لتوقيع على ورقة الطلاق وخرجت وأغلقت الباب بقوة.

وقف مذهولا لم يصدق ما حصل ، زوجته ترفع صوتها في وجهه لأول مرة وتترك البيت ! والأفظع من ذلك أنها طلبت الطلاق,؟

لم يتوقع إن إهانته المستمرة لزوجته سوف تصل بهما إلى حد الطلاق، فكلمة الطلاق مازالت ترن بإذنه ،وضع يده على جبهته و شعر بدوار، فعاد و جلس على الكرسي، ونظر حوله وآلاف المطارق تدق في رأسه، فامسك بروايته وفتحها

ويا للمفاجأة ...

... فقد وجد القلم الذي يبحث عنه داخل الرواية فامسك بالقلم ونظر إليه بتمعن وقال وهو يحدث نفسه:( لو تأنيت في البحث عنك لما حصل كل هذا)

تمت بحمد الله

هيثم الجرو

الخميس 28/مايو/2009م

أأاممم

موضوع: رد: دموع الورد الخميس سبتمبر 10, 2009 6:42 pm

مرحبا بكل اعضاء المنتدى الفتحاوي الكبير انا منتسب جديد لهذا المنتدى و قد وهبني الله القدرة على كتابة القصص وارجو ان تكون هذه القصة قد نالت اعجابكم
النسر الابيض