ليالى القمر مشرفة قسم الاهدائات واللغة العربية
عدد الرسائل : 7179 العمر : 36 التخصص : لغة عربية مزاجي : نقاط : 7878 تاريخ التسجيل : 25/01/2009
| موضوع: ابن المقفع 00 صاحب كليلة ودمنة الأحد أغسطس 30, 2009 7:18 pm | |
| ابن المقفع
هو أبو محمد عبد الله المعروف بابن المقفع، مؤلف وكاتب من البصرة تقول بعض المصادر أن والده كان من أصل فارسي مجوسي لقب أبوه بالمقفع لأنه اتهم بالاختلاس لمال الخراج، فضرب على يده ففقعت أي تشنجت، أمر المنصور بقتله لأسباب سياسية، وكان الوالي يكرهه فاغتاله وأماته شر ميتة، نقل من البهلوية إلى العربية "كليلة ودمنة".
إسهاماته:
من كتب ابن المقفع الشهيرة كتاب "الأدب الكبير" وكتاب "الأدب الصغير" وهما يحويان الكثير من الحِكَم المستمدة من الثقافات الإسلامية واليونانية والفارسية. ومن حكمه المشهورة: "المصيبة العظمى الرزية في الدين" – "أربعة أشياء لا يُستقل منها القليل: النار، المرض، العدو، الدَّيْن".
وتميز ابن المقفع بأسلوبه الرشيق السهل، فقد كان رأيه أن البلاغة إذا سمعها الجاهل ظن أنه يحسن مثلها، وكان ينصح باختيار ما سهل من الألفاظ مع تجنب ألفاظ السَّفِلَة، ويقول: "إن خير الأدب ما حصل لك ثمره وبان عليك أثره".
ومن أهم وأشهر كتب ابن المقفع على الإطلاق كتاب "كليلة ودمنة"، وهو مجموعة من الحكايات تدور على ألسنة الحيوانات يحكيها الفيلسوف "بيدبا" للملك دبشليم، ويبث من خلالها ابن المقفع آراءه السياسية في المنهج القويم للحُكْم، والمشهور أن ابن المقفع ترجم هذه الحكايات عن الفارسية، وأنها هندية الأصل، لكن أبحاثًا كثيرة حديثة تؤكد أن كليلة ودمنة من تأليف ابن المقفع وليست مجرد ترجمة، كما أن بعض هذه الأبحاث يعتقد أن الآراء التي أوردها ابن المقفع في كليلة ودمنة كانت أحد الأسباب المباشرة لنهايته الأليمة، وموضوع كليلة ودمنة يستحق مقالاً منفصلاً.
ابن المقفع كاتب عربي رغم أصله الفارسي وعقيدته المانوية، لأنه ضخّ في العربية روحاً جديدة لم تعرفها قبله. ثم انه كتب ما كتب بالعربية لا بالفارسية. وعاش عمره، أو أكثره، في مدينة البصرة التي كانت في زمانه مدينة الثقافة والفكر والشعر والأدب.
وكان معاصروه يقولون: «لم يكن للعرب بعد الصحابة أذكى من الخليل بن أحمد ولا أجمع، ولا كان في العجم أذكى من ابن المقفع ولا أجمع»، استناداً طبعاً إلى أصله الفارسي ولكن فارسية ابن المقفع لم تكن سوى أصل. «فخراج» ابن المقفع قد عاد في النهاية إلى العرب دون سواهم، وإلى الثقافة العربية دون الثقافة الفارسية.
ويكفي هذا المثقف الفارسي أنه أعطى الثقافة العربية كتابه الخالد «كليلة ودمنة» لكي يُمنح الجنسية العربية بصورة نهائية ويبطل أي حديث آخر عن شعوبيته أو عن أصله الفارسي أو المانوي.
| |
|