هذا الاستخدام يشمل أيضاً استخدام بعض المواد المشعة التي يمكن للمريض تناولها لعلاج بعض الأمراض فمثلاً اليود المشع يعتبر علاجاً فعّالاً لحالات معينة
من سرطان الغدة الدرقية وحتى لبعض أمراض الغدة الدرقية غير السرطانية.
ويضيف د.الشبانة: منذ عرف الإنسان الأشعة النووية .. تبين له أيضاً الآثار الخطيرة التي قد تحدثها هذه الأشعة على الكائنات الحية وعلى البيئة بشكل عام. لذلك
تم تطوير قوانين ومعايير دولية تحدد كيفية التعامل الأمثل والأكثر أمناً مع هذه المعايير بنيت على أُسس علمية دعمتها الخبرات التي اكتسبها الإنسان وتعلمها خلال عقود من التعامل مع هذه الأشعة إما في المجالات السلمية وحتى في المجالات العسكرية.
على المستوى الدولي هناك الهيئة العالمية للحماية من الإشعاع (ICRP)
وهي هيئة تعطي توصيات لكنها لا تستطيع فرض هذه التوصيات على بلد بعينه.
في المملكة العربية السعودية بدأت منذ سنوات مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية القيام بهذه المهمة وكذلك فهي تسعى الآن إلى القيام بالدور الرقابي .. بحيث يمكنها
منع أي منشأة لا تلتزم بالضوابط والمعايير من الاستخدام أو التعامل مع
هذه الأشعة وذلك بعدم اصدار تراخيص لها. أي أن دورها هو تنظيمي ورقابي.
والجدير بالذكر أن القوانين والأنظمة التي تراعيها المدينة مستقاة من التوصيات الدولية.
ولكن ينبغي هنا التأكيد على المسؤولية المباشرة لكل منشأة تتعامل
مع الأشعة النووية في الحرص على تأمين أعلى درجات الأمان والحماية لمنسوبيها ولمراجعيها. ففي مستشفى الملك فيصل التخصصي مثلاً يوجد قسم خاص يناط به
هذا الأمر تحت إشراف مباشر من المدير التنفيذي لمركز الأبحاث.
وحول التأثيرات الحيوية للأشعة على المرضى والعاملين في الحقل الطبي بيّن د.الشبانة قائلاً:
تأثيرات الأشعة النووية على الإنسان تمت دراستها وتحديد أبعادها بشكل
دقيق خلال العقود الماضية. هناك علم قائم بذاته يطلق عليه علم البيولوجيا الإشعاعية (Rediobiology) يستقصي هذه التأثيرات.
قبل عرض هذه التأثيرات ينبغي التأكيد على أنها تعتمد في مدى حدوثها وخطورتها
على أمور عدة منها:
1.نوع الإشعا فليست الإشعاعات النووية نوعاً واحداً وإنما أنواع عدة مثل الفوتونات والإلكترونات وأشعة بيتا وألفا والنيوترونات وكل منها له تأثيرات معروفة ومحددة.
2.كمية الإشعا والإشعاع له وحدات محددة لقياس كميته، فكلما زادت الكمية زادت احتمالية الآثار المتوقعة.
3.مدة التعرض: فكلما زادت مدة التعرض زاد الأثر المتوقع.
4.المسافة بين مصدر الإشعاع وبين الشخص المتعرض: فكلما قلت المسافة زادت الآثار المتوقعة.
ووجود الدروع والملابس الواقية والمناسبة جزء أساسي
من برامج الحماية حسب المعايير المتبعة.
5.العمر: تعرض الأطفال والمراهقين أخطر من تعرض البالغين، ويمكن تلخيص المخاطر الصحية للإشعاع النووي فيما يلي:
1.حدوث أنواع معينة من السرطان: حيث أصبح معروفاً لسنوات عديدة أن التعرض لجرعات عالية من الأشعة النووية (أعلى بشكل كبير جداً مما هو موجود بشكل طبيعي)
قد يسبب زيادة في حالات السرطان مثل سرطان الدم الحاد وسرطان الغدة الدرقية وسرطان الثدي. تمت معرفة هذا الأمر من خلال عدة أمور أبرزها المتابعة الدقيقة للناجين من التفجير النووي في هيروشيما وناكازاكي حيث تم رصد هؤلاء الناجين ومن ثم متابعتهم طبياً بشكل منتظم، ويبلغ عددهم حوالي (,120000) شخص منهم (,90000) تعرضوا لجرعات عالية. ظهور هذه السرطانات لا يحدث مباشرة بعد التعرض للأشعة وإنما يستغرق عدة سنوات قد تصل إلى 50سنة في حالة الأطفال.2.حدوث التشوهات الخلقية لدى الأجنة: إن تعرض المرأة الحامل للأشعة قد يعرض الجنين إلى تأثيرات خطيرة هذه التأثيرات تعتمد على مرحلة الحمل التي تم فيها التعرض وعلى الجرعة، فإذا كان التعرض في الأسبوع الأول للحمل فإن هذا يؤدي إلى موت الجنين، أما التعرض خلال الأسابيع الستة التالية فإن ذلك قد يؤدي إلى تشوهات خلقية. واخيراً فإن التعرض للإشعاع في الشهرين الأخيرين للحمل لم يثبت أنه يسبب أي تشوهات خلقية. وهنا ينبغي التأكيد على الأهمية القصوى لتوقي التعرض للإشعاع للمرأة الحامل وعلى كل امرأة حامل أن تبلغ الفريق الطبي بشكل مباشر عن وجود أي احتمال ولو كان ضعيفاً لوجود حمل قبل تعريضها لأي نوع من الأشعة مع ملاحظة أن فحص الموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي ليس فيه أي تعرض للإشعاع وإنما هو موجات صوتية أو مجال مغناطيسي لذا يستخدمان بأمان لفحص المرأة الحامل).
3.العقم: عند تعرض الخصيتين المباشر للأشعة قد يحدث العقم والذي إما أن يكون مؤقتاً أو دائماً حسب الجرعة التي تم التعرض لها. كذلك فإن تعرض المبايض للأشعة يؤدي إلى العقم لدى المرأة وذلك إذا تجاوزت الجرعات مستويات معينة ومحددة.4.التأثيرات المباشرة: وهذه تحدث في المكان الذي تعرض للإشعاع كتسلخات الجلد وسقوط الشعر وكذلك الغثيان والتقيؤ عند تعرض الجهاز الهضمي للإشعاع ولكن هذه التأثيرات لا تحدث إلا عند التعرض للجرعات العلاجية العالية وتكون في الغالب مؤقتة يمكن للجسم تعويضها خلال أسابيع بعد العلاج.