اثر العولمة على الدول النامية:-
التمريض والقبالة
بد للجهود المبذولة على الصعيد الوطني أن تواجه الأخطار التي تتسم بطيف واسع من التنوع، مثل ارتفاع الضغط الشرياني والتدخين وإدمان الكحول والركون إلى الخمول والبدانة وارتفاع كولسترول الدم، وهذه الأخطار هي من أكثر التهديدات التي تتربص بالصحة في العالم وهي أسباب الكثير من عبء الأمراض في البلدان الصناعية لمساعدة الحكومات على اختيار أساليب عالية المردود تؤدي إلى إنقاص عوامل الخطر والى تحسين النتائج الصحية للناس. وسيكون كادر التمريض والقبالة الركن الأساسي في دعم تنفيذ التدخلات المرتكزة على المجتمع. ويعد توافر كادر التمريض المؤهل والقبالة من المشكلات الملحة التي تعيق تقديم التدخلات الصحية الضرورية للبلدان في جهودها لمكافحة الأمراض ولا سيما الإيدز والعدوى بفيروسه والسل والملاريا. ومن العوائق التي تسهم في إعاقة تقديم الخدمات التمريضية وخدمات القبالة هجرة العاملين الصحيين وعدم ملاءمة ظروف عملهم والاستخدام غير الملائم للممارسين منهم وسيؤدي الفشل في حل هذه المشكلات إلى تأثيرات وخيمة على جودة الرعاية الصحية.
اختلال عالمي في توزيع العاملين في مجال التمريض والقبالة:
ومن المشكلات التي تثير اهتمام الحكومات هجرة العاملين في خدمات التمريض والقبالة والنقص المتزايد لهم، وقد عبر أعضاء المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة عن تحذيرهم من هذا الاتجاه المثير للمشكلات، وأنه إذا لم تتخذ إجراءات فعالة لمواجهة ذلك الاتجاه ومع تزايد هجرة العالمين ذوي الخبرة في مجال التمريض والقبالة، فان جودة الخدمات وصحة الناس ستتعرض للخطر.
بدون صحة جيدة، لا يمكن للأفراد أن يساهموا مساهمة مساهمة فعالة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويؤثر اعتلال الصحة على الأفراد وعلى أعضاء الأسرة وعلى المجتمع كافة
تأثير العولمة على النظم الصحية:
تسهل العولمة النقل السريع للمعارف والموارد والتكنولوجيا بين البلدان وبين النظم الصحية، إلا أن العولمة تحل منها أخطاراً متزايدة لانتقال الأمراض وهجرة العاملين ذوي الخبرة وازدياد الهوة بين الرعاية الصحية في البلدان المتطورة وبينها في البلدان النامية. وتحتاج البلدان النامية لاكتساب الأدوات والموارد والدعم ما يمكنها من اغتنام الفرص وإنقاص الأخطار الكامنة في العولمة وعكس اتجاه خلل التوازن في عدم توافر الرعاية الصحية. إن التفاوض المستمر حول الاتفاقية العامة حول تجارة الخدمات(GATS) قد يزيد من تأثير العولمة على حركة العاملين في الرعاية الصحية، فإذا لم يتم الاستثمار في أعداد الموارد البشرية فان هجرة العقول من البلدان النامية إلى البلدان الصناعية المتطورة سيتزايد لأن كادر التمريض المؤهل والقبالة وجميع العاملين ذوي المهارات والخبرات سيبحثون عن فرص أفضل للتوظيف والتعليم خارج بلدانهم، وستؤدي هذه الهجرة إلى تفاقم النقص الذي تشكو منه بلدانهم وبالتالي إلى زيادة العبء الذي تنوء به البلدان النامية وأوضاعها الصحية السيئة ومواردها الاقتصادية الشحيحة.
تأثير التكنولوجيا على إيتاء الرعاية الصحية:
إن النمو المتسارع لتكنولوجيا المعلومات يؤثر تأثيراً جذرياً ومباشراً على إيتاء الرعاية الصحية، فقد أدّى التحسن الواضح في إتاحة المعطيات السريرية في مختلف المواقع لتحسين كل من إدارة الرعاية والنتائج الصحية. وبالإضافة إلى ذلك أصبح لدى المستهلكين أسلحة جديدة اكتسبوها عبر الإنترنت لم تكن سابقاً متاحة إلا للأطباء. وأصبح التحدي يتمثل بضمان تغلب البلدان النامية على العقبات التي تحول دون وصولها إلى التكنولوجيا وتعيق تقاربها مع ما وصل إليه الغرب. لقد أدى التطور المحرز في تكنولوجيا الرعاية الصحية فرصا جديدة لإنقاص أخطار الإصابة بالأمراض وتحسين فرص الحياة المأمولة وتعزيز جودة الحياة، فهناك الكثير من الرجاء المعقود على علوم الوراثيات للوقاية من الأمراض ولتشخيصها ولمعالجتها في المستقبل. إن ذلك الرجاء المعقود يرفع من مدى التوقعات المأمولة لدى كل من عامة الناس ولدى العاملين الصحيين، ولكنها في الوقت نفسه تثير قضايا جديدة حول الأخلاقيات. أما في مجال التمريض والقبالة، فإنها تؤثر على الكفاءات وعلى تنظيم الخدمات والعمل الروتيني اليومي، وبالإضافة إلى ذلك فان كادر التمريض المؤهل والقبالة سيؤديان دوراً رئيسياً في ضمان تلقي الناس للمعلومات حول تأثيرات التطورات التكنولوجية.
لا بد أن يؤدي عدم تعزيز توفير خدمات التمريض والقبالة إلى الإخلال بشكل خطير على الرعاية الصحية، وفرص الحصول على الخدمات، وتحقيق الأهداف الوطنية والعالمية في المجال الصحي. ولهذا السبب، وضعت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها إطارا للعمل التعاوني من أجل دعم مختلف البلدان وتعزيز قدرتها على تقديم خدمات التمريض والقبالة من أجل المساهمة في تحقيق الأهداف الصحية الوطنية.