كثير من المدراء أو المسئولين أغلقوا على أنفسهم الأبواب وظنوا أن بإمكانهم إدارة كل شئ من خلف المكاتب .. هؤلاء المدراء للأسف الشديد قد يعملون لفترة طويلة .. وقد يحققوا بعض النجاحات .. لكن الخلل عندهم سيكون أكبر !!
فلن يتمكن هؤلاء من الاستماع لمشاكل موظفيهم .. ولن تصل إليهم المقترحات والأفكار الجديدة .. ولن يكون بإمكانهم معرفة إمكانيات موظفيهم لتطويرها أو الاستفادة منها .. ولن يستطيعوا تنفيذ الخطط و البرامج .. وسيكون المجال مفتوحًا لتداخل الصلاحيات .. وظهور العيوب الإدارية !!
أعتقد أن هذه الأشكال موجودة .. ومتفاوتة .. وقليلون الذين فهموا القيادة أنها تحد كبير .. مع النفس أولاً .. ثم مع الأتباع .. قليلون الذين ينجحون بالتفويض والمتابعة .. وقليلون هم الذين يعرفون إمكانيات أتباعهم بدقة .. واستطاعوا توظيفها حسب الكفاءة .. وقليلون الذين يتابعون المشاكل أولاً بأول .. ويكونوا حاضرين قبل وقوعها .. وقليلون الذين يعملون من خلال فريق ويستمعون بإصغاء للأفكار الجديدة .. وقليلون الذين يتبعون أسلوب التحفيز والتشجيع .. ويشعر الأتباع معهم بالراحة .. وقليلون الذين يبتسمون أو يسلمون أو يصافحون الأتباع .. وقليلون الذين يقررون الخروج من العمل للقيام برحلة ترفيهية تشجيعية .. أو الاحتفال بإنجاز حققه فريق العمل .. وقليلون الذين يهتمون بالنواحي الاجتماعية لأتباعهم .. ويشاطرونهم الأفراح والأحزان ...
إن العمل البيروقراطي .. والسلم التنظيمي .. والتسلسل الإداري .. والمكاتب وتداخلاتها .. والحواجز .. إذا تمّ التعامل معها بحرفية زائدة .. سوف تسبب حالة من الجمود الإداري .. !!
أقول للمدير : ابتعد عن إدارة كل شئ من خلف المكتب .. فالمراسلات ليست كل شئ .. عليك أن تتابع بعض الأمور بنفسك .. خصص وقتًا من وقتك الثمين لعمل جولة .. أو لقاء .. أو اجتماع .. اسأل بنفسك .. راقب بذكاء .. كن في المقدمة عندما يحتاجون منك مساعدة .. امنح خبراتك لفريقك واصنع منهم قادة .. قرر مكافأة مفاجئة وأبلغها للموظف بنفسك .. اتصل بموظف واشكره بنفسك على عمل قام به أو إنجاز حققه .. ولا تجعل الأبواب دائمًا مغلقة !!