الموشحات

موضوع: الموشحات الثلاثاء ديسمبر 08, 2009 1:17 pm

الموشحات

مفهوم الموشح
في اللغة : إزار من الجلد أو القماش ونحوه أو المرصع بالجواهر واللآليء ترتديه المرأة للترفيه
وفي الاصطلاح : فنٌ شعري منظوم على وزن خاص .
نشأت الموشحات :
هناك ثلاثة آراء حول نشأة الموشحات
*الرأي الأول : يرى أن الموشحات فنٌ مشرقي , نشأ في بلاد المشرق وذلك لما رأى أصحاب هذا الفن أن أول مؤلف يكتب عن الموشحات قد ظهر في المشرق وهو كتاب : دار الطراز في عمل الموشحات ( لابن سناء الملك )
* الرأي الثاني: يرى أن الموشحات فنٌ أندلسي ظهر في بلاد الأندلس وبلاد المغرب الإسلامي بتأثير أجنبي إذ أن فن الموشحات قد تأثر بفن غنائي ( التروبادور ) وأغلب الظن أن هذا الفن فرنسي وهذا الفن يتشابه مع الموشحات فيما يلي :
- أنَّ كل منهما يُغنى .
- تشابه موضوعات كل منهما .
- التشابه في البناء الفني بينهما .
- الجزء الأخير من الموشح وهو المعروف بالخرجة , يفضل فيه أن تكون بلهجة عامية أو بلغة أعجمية .

* الرأي الثالث : يرى أن الموشحات فنٌ أندلسي أصيل ظهر وتطور في بلاد الأندلس , نتيجة لمجموعة من العامل منها :
جمال الطبيعة الأندلسية , إذ أن الموشحات قد تنشأ في أحضان الطبيعة.
شيوع مجالس الغناء والطرب واللهو .
ازدهار فن الغناء .
ازدهار الحياة بكافة جوانبها في الأندلس وبخاصة الجانب الاجتماعي .
أول من نظم في الموشحات :
يرى ابن بسام في كتابه ( الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ) أن محمد بن محمود القبري هو أول من نظم في فن الموشحات , بينما يرى ابن خلدون في كتابه أن ( قدم بن معافل القبري ) وربما ( الفريري ) هو أول من نظم فن الموشحات , كان ذلك في القرن الثالث الهجري , بينما هؤلاء الباحثون يرون أن أول نص في الموشحات في القرن الخامس الهجري وينسب لعبادة بن الصامت .
البناء الفني للموشحات:
• أولاً : المطلع مجموعة من الأشطر الشعرية التي يفتتح بها المطلع وتتماثل في قافيتها المفردة أو المزدوجة , والمطلع ليس جزءً أساسياً في الموشح إذ قد يحذف من الموشح ويسمى الموشح عندها موشحاً أقرعاً , أو قد يثبت ويسمى الموشح موشحاً تاماً .
• ثانياً : الدّور : مجموعة من الأشطر الشعرية التي تلي المطلع التام أو يفتتح بها الموشح الأقرع وتتماثل في قافيتها مع اختلافها في قافية المطلع .
• ثالثاً :القفل : ويتكون منمجموعة من الاشطر الشعرية المتماثلة في قافيتها وعددها من المطلع وبها يختتم معنى الدور .
• رابعاً : البيت : يتكون البيت في الموشح من الدور والقفل الذي يليه .
• خامساً : الخرجة : وهي التي القفل الأخير في الموشح ويتكون من مجموعة من الأشطر الشعرية التي تتماثل في قافيتها وعددها مع بقية الأقفال والمطلع .
ويفضل فيها أن تكون باللهجة العامية أو تتضمن بعض المفردات الأعجمية مع وجود الخرجة الفصيحة .
• سادساً :الغصن : كل جزء من أجزاء المطلع أو القفل أز الخرجة يسمى غصناً .
• سابعاً :السمط : كل جزء من الدور يُسمى سمطاً .
أغراض الموشحات :
نشأت الموشحات في أحضان مجالس اللهو والغزل والغناء فمن الطبيعي أن تكون موضوعاتها مرتبطة بهذا الصل فكات الموضوعات الأولى التي نظمت عليها الموشحات هي : الغزل , وصف الخمر , وصف الطبيعة .
ثم تطورت بعد ذلك إلى الفنون الأخرى : كالمديح والهجاء والرثاء وحتى التصوف .
الخصائص الفنية للموشحات :
* أولاً : من حيث اللغةت
تفاوت الموشحات من حيث اللغة تفاوتاً كبيراً من حيث الفصاحة والتزام قواعد اللغة أو الركاكة والضعف , وذلك لأن الغاية الغنائية للموشحات قد قادت الوشاحين إلى التساهل اللغوي في كثير من الأحيان , بل لجأ بعضهم إلى استخدام بعض الألفاظ العامية والأعجمية وبخاصة في الخرجة .
* ثانياً : من حيث الأسلوب
مالت الأساليب في الموشحات نحو الصنعة البديعية من جناس وطباق وتورية وهو أسلوب العصر بطبيعة الحال , كما أكثر الوشاحون من استخدام الأساليب الإنشائية المختلفة .
* ثالثا ً : من حيث المعاني والأفكار
اتسمت الموشحات في معانيها وأفكارها بالبساطة والتكرار لمعاني تقليدية مألوفة , فلا نجد في معاني الموشحات وأفكارها ولا سيما المتأخر منها ابتكاراً ولا إبداعاً كما كانت هذه المعاني مستمدة من المعاني الأندلسية .
* رابعاً : من حيث الصور والأخيلة
اعتمدت الموشحات على التشبيهات والاستعارات والكنايات المكررة أحيانا .
* خامساً : من حيث الموسيقى الشعرية
حظيت الموسيقى في الموشحات الأندلسية باهتمام كبير من الشعراء وذلك لحرصهم على تنويع الأوزان والأنغام وترداد القوافي وحروف الروي على نسق مين ليتحقق إيقاعاً شيقاً يتلاءم مع النساء .